مواجهات كلاسيكية نارية- برشلونة، ريال مدريد، وليفربول في دوري الأبطال

لطالما كانت نظرية التلاعب في قرعة كرة القدم، تحديدًا باستخدام الكرات الساخنة والباردة، موضوعًا شائعًا ومثيرًا للجدل بين عشاق اللعبة، وغالبًا ما يتم تداولها دون أي دليل قاطع. ولكن هذه المرة، يبدو أن هذه النظرية، إن صحت، قد خدمت كرة القدم بشكل ممتاز.

قد يستغرب البعض من عدم وقوع برشلونة في مواجهة نارية مع بايرن ميونيخ هذا العام، ولكن يبدو أن القرعة أرادت أن تكافئ الجماهير بمباراة كانوا يتوقون إليها بشدة في الموسم الفائت، قبل أن يعيقها إنتر ميلان، ويتلقى برشلونة الخماسية الشهيرة في النهائي.

البعض يرى أن نتيجة الموسم الماضي كانت ستختلف جذريًا لو تمكن برشلونة من مواجهة باريس سان جيرمان، بينما يعتقد آخرون أن برشلونة كان سيمنى بهزيمة ساحقة. لسوء الحظ، لن نكتشف الإجابة أبدًا.. ولكن بعد مرور بضعة أشهر على تلك الليلة، أصبح لدينا الآن فرصة لاختبار هذا السيناريو.

الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا" لم يبخل علينا بتقديم مرحلة أولى زاخرة بالمواجهات الكبرى، وخاصةً تلك المواجهات التي تحمل في طياتها تاريخًا طويلًا من المنافسة.

في العام الفائت، تمكن ليفربول من الانتصار على ريال مدريد في دوري المجموعات، ولكن الفريق الملكي تفوق عليه في نهائيي 2018 و2022. وبشكل عام، ومن أصل 12 مواجهة جمعت بينهما، فاز ريال مدريد في 7 مباريات، بينما انتصر ليفربول في 4، وتعادلا مرة واحدة.

هذه المرحلة، التي يتم تطبيقها في النظام الجديد للموسم الثاني على التوالي، تعيد لنا ذكريات مواجهة كلاسيكية لطالما أثارت قلق جماهير أرسنال، ولكنها الآن تمثل فرصة سانحة للثأر.

بالتأكيد، نتحدث هنا عن تلك الليالي الكابوسية التي قضاها أرسنال أمام بايرن ميونيخ، والتي شهدت تحقيق الفريق البافاري لـ 8 انتصارات مقابل 3 فقط للجانرز.

جماهير أرسنال لم تنس أبدًا هزيمتهم 3-1 على أرضهم في الإمارات، ثم فوزهم المثير في ملعب أليانز أرينا بنتيجة 2-0، وخروجهم من دور الـ 16 بفضل قاعدة الهدف خارج الأرض في عام 2013. وبالطبع، لا يمكن نسيان الهزيمة المذلة 5-1 ذهابًا وإيابًا في عام 2017.

آخر مواجهة جمعت بين الفريقين كانت في ربع نهائي عام 2024، والتي بدأها أرسنال بالتعادل 2-2، ولكن بايرن ميونيخ حسم الأمور لصالحه بالفوز 1-0 في مباراة الإياب.

وكما يقال، الدين لله، والوطن للجميع، ومانشستر سيتي لريال مدريد!

منذ عام 2020 وحتى الآن، لم تغب هذه المواجهة المثيرة إلا عن نسخة واحدة فقط من آخر 6 نسخ. ففي دور الـ 16 لعام 2020، حقق مانشستر سيتي الفوز، بينما شهد نصف نهائي عام 2022 عودة ريال مدريد التاريخية، وشهد نصف نهائي عام 2023 رباعية مانشستر سيتي الشهيرة أيضًا.

وفي عام 2024، تفوق ريال مدريد بركلات الترجيح ليعبر إلى نصف النهائي. أما في دور المجموعات، فقد أكد ريال مدريد هيمنته على هذه المنافسة بالفوز ذهابًا وإيابًا.

والآن، للمرة الخامسة على التوالي، والسادسة في آخر 7 نسخ، يلتقي ريال مدريد ومانشستر سيتي من جديد في قمة كروية منتظرة.

ولن تتوقف الإثارة عند هذا الحد، فالمواجهات الكلاسيكية تعود من جديد، وهذه المرة مع واحدة من أكثر المواجهات جدلًا وإثارة في تاريخ دوري أبطال أوروبا: برشلونة في مواجهة تشيلسي.

آخر لقاء جمع بينهما كان في عام 2018، حين تأهل برشلونة من دور الـ 16 بثلاثية في ملعب كامب نو. ولكن قبل ذلك، لا يمكن لأحد أن ينسى ملحمتي 2012 و2009، ففي إحداهما انتصر هذا الفريق، وفي الأخرى انتصر ذاك، وفي كلتا الحالتين كان الفريق الآخر يرى نفسه الأحق بالانتصار.

وبالعودة إلى الماضي، نجد أن برشلونة قد أقصى تشيلسي من دور الـ 16 لنسخة عام 2006، بينما أقصاه تشيلسي في الدور ذاته لنسخة عام 2005. وفي ربع نهائي عام 2000، حقق برشلونة فوزًا تاريخيًا في الوقت الإضافي، حيث خسر مباراة الذهاب 3-1، وفاز في الإياب بنتيجة 5-1.

لكن هذه الموقعة التاريخية بدأت للمرة الأولى خارج دوري الأبطال، في كأس المعارض عام 1966، حيث فاز برشلونة ذهابًا 2-0، ورد تشيلسي بالفوز إيابًا بنفس النتيجة. وفي ذلك الوقت، لم يكن الوقت الإضافي قد تم اعتماده بعد، لذا كان الحل في مباراة فاصلة بين الفريقين، والتي سحق فيها برشلونة البلوز بخمسة أهداف نظيفة.

بشكل عام، حقق برشلونة 6 انتصارات، مقابل 5 لتشيلسي، وتعادلا في 6 مباريات من أصل 17 مواجهة جمعت بينهما. والآن، نحن على موعد مع المواجهة رقم 18، والتي تحمل في طياتها الكثير من الإثارة والتشويق.