تأجيل قمة الأهلي والهلال- خلاف تقنية الفيديو يُهدد حسم الدوري الليبي

صرح فوزي جعودة، نائب رئيس الاتحاد الليبي لكرة القدم، بخصوص مصير المباراة الحاسمة لتحديد بطل الدوري بين فريقي الأهلي طرابلس والهلال، والتي شهدت جدلاً واسعاً.
أعرب جعودة، في تصريح مصور بثته الصفحة الرسمية للاتحاد الليبي لكرة القدم، عن أسفه العميق للأحداث المؤسفة التي رافقت المباراة، محملاً الشركة المسؤولة عن توفير تقنية الفيديو (VAR) المسؤولية الكاملة عن هذا الإخفاق. وأكد أن غياب هذه التقنية في جولة بهذا القدر من الأهمية أمر غير مقبول على الإطلاق.
وشدد جعودة على حق أي فريق في الاعتراض على خوض المباراة في غياب تقنية الفيديو، خاصة وأنها مباراة مصيرية لتحديد هوية البطل، وذلك بالرغم من وجود طاقم تحكيم يتمتع بمستوى عالٍ من الكفاءة.
وأفاد بأنه سيتم تحديد مصير هذه المباراة خلال الـ 48 ساعة القادمة، وذلك بعد إجراء مشاورات مكثفة مع مسؤولي الناديين المعنيين.
ملخص الأحداث الدرامية
يتصدر الأهلي طرابلس جدول ترتيب الدورة الختامية برصيد 10 نقاط، بينما يحل الهلال في المركز الثاني برصيد 8 نقاط. وكانت هذه المباراة تمثل الجولة الأخيرة في الدورة السداسية التي استضافتها مدينة ميلانو الإيطالية.
كان الأهلي بحاجة للفوز أو التعادل لحسم اللقب لصالحه، في حين كان الهلال مطالباً بتحقيق الفوز من أجل اقتناص الصدارة والتتويج بالبطولة.
إلا أن الأمور سارت على نحو مغاير تماماً، حيث حالت الظروف دون انطلاق المباراة. ففي تطور مفاجئ، نشر نادي الأهلي طرابلس بياناً رسمياً، أشار فيه إلى تأخر موعد المباراة، ثم الإعلان عن إقامتها دون وجود تقنية الفيديو وبدون بث تلفزيوني.
في البداية، أعلن الأهلي عن استعداده لخوض المباراة تحت أي ظرف، مع اعترافه بأن مطلب الهلال بتوفير تقنية الفيديو كان عادلاً. وأكد الأهلي على وجوده في الملعب وعدم مغادرته حتى إقامة المباراة أو انسحاب الهلال، متهماً إياه بعدم ممارسة الضغط الكافي لتحقيق مطالبه.
البيان الأول لنادي الأهلي طرابلس
أعرب النادي عن دهشته من تغيير موعد المباراة في البداية من الساعة 6:30 إلى الساعة 7:30 مساءً بحجة وجود تجهيزات لوجستية، ثم فوجئ النادي بإبلاغه بعدم وجود تقنية الفيديو في الملعب، وهو أمر غير مقبول في مباراة حاسمة كهذه، بالإضافة إلى غياب قناة ليبيا الرياضية عن نقل المباراة، مما يحرم الجماهير من متابعة هذا اللقاء المصيري.
وأكد النادي أنه أبلغ الاتحاد الليبي لكرة القدم والفريق المنافس (الهلال) باستعداده لخوض المباراة تحت أي ظرف، حتى في غياب تقنية الفيديو، وذلك من أجل اختتام هذه البطولة وإدخال السعادة على جماهير النادي، وتجنب إحداث المزيد من المشاكل والاضطرابات التي تضر بسمعة النادي والبلاد في إيطاليا.
وأضاف البيان أن الفريق المنافس يرفض خوض المباراة بدون تقنية الفيديو، وهو مطلب عادل ومشروع، إلا أن النادي يرى في الوقت نفسه أن إدارة الفريق المنافس، بما تملكه من نفوذ، لا تمارس الضغط الكافي على الجهات المعنية لتوفير هذه التقنية، وهو ما قد يشير إلى وجود نية مبيتة لتعطيل وإعاقة النادي.
وجدد النادي التأكيد على استمرار وجوده في الملعب وعدم مغادرته حتى إقامة المباراة أو إعلان الفريق المنافس انسحابه رسمياً من المباراة، ليقوم بعدها اتحاد الكرة بتطبيق القوانين المتعارف عليها في هذه الحالة بشكل فوري، ويحمّل النادي الاتحاد المسؤولية القانونية والأخلاقية والتاريخية عن أي تأخير أو مماطلة، وما قد يترتب على ذلك من تداعيات خطيرة.
من جانبه، رد نادي الهلال في بيانه الأول وأوضح أنه لن ينسحب من المباراة، وأيد الأهلي طرابلس في تمسكه بعدم اللعب بدون تقنية الفيديو، مؤكداً أيضاً أنه لن يغادر الملعب إلا في حال انسحاب الأهلي.
البيان الأول لنادي الهلال
أكد النادي على جاهزية الفريق الأول لكرة القدم لخوض آخر مواجهات سداسي التتويج، ولكنه أعرب عن تفاجئه بعدم وجود تقنية الفيديو في ملعب المباراة، وعليه، فإن النادي يرفض خوض المباراة بدون تواجد تقنية الفيديو لتحقيق العدالة للجميع والحفاظ على حقوق كل الأطراف.
وأعلن النادي عن تواجده في ملعب المباراة ورغبته في حل الأمور وخوض اللقاء بحضور تقنية الفيديو.
وبالتالي، يتمسك الفريقان بقرارهما الرافض لخوض المباراة بدون تواجد تقنية الفيديو.
وأكد النادي على تواجده في الملعب وعدم مغادرة أرض الميدان، مشدداً على أن مبدأ الانسحاب غير وارد، ومؤكداً على حرص النادي على تطبيق القوانين والضوابط المتعارف عليها، وفي حال انسحاب الفريق المنافس، يجب تطبيق العقوبة عليه كما ورد في لائحة اتحاد كرة القدم.
وأوضح النادي أن سوء التنظيم تتحمله اللجنة المنظمة المكلفة من حكومة الوحدة الوطنية.
في تطور لافت، غير الأهلي طرابلس قواعد الأزمة تماماً في بيانه الثاني، حيث أعلن عن استعداده لتحمل تكاليف توفير كل ما يلزم لإقامة المباراة، مطالباً الهلال بقبول المبادرة أو إعلان الانسحاب.
البيان الثاني لنادي الأهلي طرابلس
في ضوء التطورات المؤسفة والمحزنة التي رافقت التحضيرات للقاء الفاصل بين فريقي الأهلي والهلال في ختام سداسي التتويج، بحجج مصطنعة وذرائع واهية يمكن حلها بسهولة لمن يريد ذلك.
يعلن مجلس إدارة النادي الأهلي عن مبادرة تتضمن تكفل النادي وبشكل فوري بكافة المصاريف اللازمة لحل المشكلة، بما في ذلك مصاريف البث الفضائي وتقنية الفيديو ورسوم الملعب والفنادق والإقامة والتنقل، بما يكفل إقامة المباراة وإنهاء المسابقة.
وأكد النادي أن ما يحدث ليس مجرد سوء تنظيم أو فشل، بل ربما هو تآمر مدمر للتنافس الشريف والروح الرياضية، وإساءة فجة ومتعمدة وخطيرة لسمعة البلاد في الخارج، لا سيما مع تكرار مثل هذه الهفوات التنظيمية المخزية، سواء المتعمدة منها أو غير المتعمدة.
وجدد النادي التأكيد على استمرار وجوده في الملعب، وعدم مغادرته حتى إقامة المباراة، ودعا الفريق المنافس إلى قبول هذه المبادرة لحل الإشكالية على نفقة النادي الأهلي وسد باب الذرائع، أو إعلان المنافس انسحابه رسمياً من المباراة ليقوم بعدها اتحاد الكرة بتطبيق القوانين المتعارف عليها في هذه الحالة بشكل فوري، ويحمل النادي الاتحاد المسؤولية القانونية والأخلاقية والتاريخية عن أي تسويف أو مماطلة، وما قد يترتب على ذلك من تداعيات وخيمة.
وقد رد الهلال على هذه المبادرة بقبولها والموافقة على تحمل التكاليف اللازمة رفقة الأهلي طرابلس.
البيان الثاني لنادي الهلال
في ظل هذه الظروف، نعلن تضامننا مع النادي الأهلي طرابلس في المبادرة التي أطلقها، ونعلن الموافقة على تحمل المصاريف اللازمة لحل المشكلة سوياً.
ونود أن نتقدم بالشكر للنادي الأهلي طرابلس على هذه المبادرة التي تعكس الروح الرياضية العالية والتنافس الشريف بين الناديين، فنحن إخوة والعلاقات الطيبة هي التي تدوم طويلاً.
ونؤكد مطالبتنا بسرعة اتخاذ القرار من المكتب التنفيذي لاتحاد الكرة بشأن موعد إقامة المباراة.
