الأهلي والهلال في إيطاليا- صراع على اللقب يشتعل بأزمة تقنية الفيديو

الصراع على لقب الدوري الليبي وصل إلى ذروته في الدورة السداسية الحاسمة المقامة على الأراضي الإيطالية، حيث شهدت الجولة الأخيرة منها أحداثًا وتطورات متسارعة ومعقدة.
يتصدر الأهلي طرابلس ترتيب الدورة برصيد 10 نقاط، بينما يلاحقه الهلال عن كثب برصيد 8 نقاط، وتعتبر هذه الجولة الأخيرة التي أقيمت في مدينة ميلانو الإيطالية بمثابة المحطة الختامية التي ستحدد هوية البطل المتوج.
كان الأهلي طرابلس قاب قوسين أو أدنى من حسم اللقب لصالحه، فالفوز أو التعادل كان كافيًا لتحقيق هذا الإنجاز، بينما كان الهلال بحاجة ماسة للفوز من أجل قلب الطاولة وانتزاع الصدارة.
لكن الأحداث أخذت منعطفًا غير متوقع أدى إلى تأجيل انطلاق المباراة، حيث فاجأ الأهلي طرابلس الجميع بإصدار بيان رسمي يعلن فيه عن تأخر موعد المباراة، وإقامتها في ظروف غير مواتية تفتقر إلى تقنية الفيديو والبث التلفزيوني.
في البداية، أبدى الأهلي استعداده لخوض المباراة تحت أي ظرف، مؤكدًا في الوقت ذاته أن مطلب الهلال بتوفير تقنية الفيديو هو مطلب عادل ومنطقي. وأشار إلى أن الفريق سيظل متواجدًا في الملعب ولن يغادره إلا في حال إقامة المباراة أو انسحاب الهلال، متهمًا إياه بالتقاعس في الضغط لتحقيق مطالبه المشروعة.
البيان الأول للأهلي طرابلس
أبدى النادي دهشته من قرار تغيير موعد المباراة من الساعة 6:30 إلى الساعة 7:30 بحجة وجود تجهيزات لوجستية، ثم تفاجأ بإبلاغه بعدم وجود تقنية الفيديو في الملعب، وهو ما اعتبره تقويضًا لأهمية المباراة الحاسمة، بالإضافة إلى غياب قناة ليبيا الرياضية عن نقل الحدث، مما يحرم الجماهير من متابعة هذا اللقاء المصيري.
أكد النادي للاتحاد الليبي لكرة القدم والفريق المنافس (الهلال) استعداده التام لخوض المباراة تحت أي ظرف، حتى في غياب تقنية الفيديو، وذلك حرصًا على اختتام البطولة وإدخال البهجة والسرور على قلوب جماهير الأندية، وتجنبًا لإحداث أي مشاكل أو اضطرابات قد تسيء إلى سمعة الأندية والبلاد في إيطاليا.
إلا أن النادي المنافس يصر على رفض خوض المباراة بدون تقنية الفيديو، وهو مطلب مشروع، لكن إدارة النادي الأهلي ترى أن إدارة الفريق المنافس، بما تملكه من نفوذ واسع، لا تبذل جهودًا كافية للضغط على الجهات المعنية لتوفير هذه التقنية، وهو ما يثير الشكوك حول وجود نية مبيتة لتعطيل وإعاقة المباراة وإرهاق النادي الأهلي.
وجدد النادي التأكيد على استمرار وجوده في الملعب وعدم مغادرته حتى إقامة المباراة أو إعلان الفريق المنافس انسحابه رسميًا، مؤكدًا أنه في حال الانسحاب، سيقوم اتحاد الكرة بتطبيق القوانين المتعارف عليها بشكل فوري، ويحمّل الاتحاد المسؤولية القانونية والأخلاقية والتاريخية عن أي تأخير أو مماطلة، وما قد يترتب على ذلك من عواقب وخيمة.
من جانبه، أصدر نادي الهلال بيانه الأول ردًا على بيان الأهلي، وأكد فيه رفضه الانسحاب، معلنًا تضامنه مع الأهلي طرابلس في التمسك بضرورة توفير تقنية الفيديو، ومؤكدًا في الوقت ذاته أنه لن يغادر الملعب إلا في حال انسحاب الأهلي.
البيان الأول لنادي الهلال
أكد النادي على جاهزية الفريق الأول لخوض آخر مواجهات سداسي التتويج، معربًا عن دهشته من عدم وجود تقنية الفيديو في الملعب، وعليه فإنه يرفض خوض المباراة بدون هذه التقنية لضمان تحقيق العدالة والحفاظ على حقوق جميع الأطراف.
وأعلن النادي تواجده في الملعب ورغبته في حل الأمور وإقامة المباراة بحضور تقنية الفيديو.
وبذلك، يتمسك كلا الفريقين بقرارهما الرافض لخوض المباراة بدون تقنية الفيديو.
وجدد النادي التأكيد على تواجده في الملعب وعدم مغادرته، مشددًا على أن الانسحاب ليس من مبادئه، ومؤكدًا حرصه على تطبيق القوانين واللوائح المعمول بها، وفي حال انسحاب الفريق المنافس، يجب تطبيق العقوبة المنصوص عليها في لائحة اتحاد كرة القدم.
وأوضح النادي أن اللجنة المنظمة المكلفة من حكومة الوحدة الوطنية تتحمل مسؤولية سوء التنظيم.
في تحول مفاجئ، غير الأهلي طرابلس قواعد اللعبة تمامًا في بيانه الثاني، حيث أعلن عن استعداده لتحمل كافة التكاليف اللازمة لتوفير كل ما يلزم لإقامة المباراة، مطالبًا الهلال بقبول هذه المبادرة أو إعلان الانسحاب.
البيان الثاني للأهلي طرابلس
في ضوء التطورات المؤسفة والمحبطة التي صاحبت التحضيرات للقاء الحاسم بين فريقي الأهلي والهلال في ختام سداسي التتويج، والتي تمحورت حول حجج واهية وذرائع مصطنعة كان من السهل تذليلها لو توفرت الإرادة لذلك.
يعلن مجلس إدارة النادي الأهلي عن مبادرة كريمة تتضمن تحمل النادي وبشكل فوري لكافة المصاريف الضرورية لحل المشكلة، بما في ذلك تكاليف البث الفضائي وتقنية الفيديو ورسوم الملعب والفنادق والإقامة والتنقل، بهدف ضمان إقامة المباراة واختتام المسابقة بنجاح.
إن ما يحدث ليس مجرد سوء تنظيم أو إخفاق، بل قد يرتقي إلى مستوى التآمر المدمر الذي يستهدف النيل من التنافس الشريف والروح الرياضية، والأدهى من ذلك أنه يمثل إساءة فادحة ومتعمدة ومسيئة لسمعة البلاد في الخارج، خاصة مع تكرار مثل هذه الهفوات التنظيمية المخزية، سواء كانت متعمدة أم غير متعمدة.
نجدد التأكيد على استمرار تواجدنا في الملعب، ولن نغادره حتى تقام المباراة، وندعو الفريق المنافس إلى قبول مبادرتنا السخية هذه لتجاوز الإشكالية على نفقة النادي الأهلي وسد باب الذرائع، أو أن يعلن المنافس انسحابه رسميا من المباراة ليقوم بعدها اتحاد الكرة بتطبيق القوانين المتعارف عليها في هذه الحالة بشكل فوري، ونحمّله المسؤولية القانونية والأخلاقية والتاريخية عن أي تسويف أو مماطلة، وما قد يترتب على ذلك من تداعيات خطيرة.
وقد استجاب الهلال لهذه المبادرة وأعلن موافقته على تحمل التكاليف اللازمة مع الأهلي طرابلس.
البيان الثاني لنادي الهلال
في ظل الأحداث الجارية، نعلن تضامننا الكامل مع النادي الأهلي طرابلس في المبادرة القيمة التي أطلقها، ونعلن موافقتنا على تحمل المصاريف اللازمة لحل المشكلة بشكل مشترك مع النادي الأهلي طرابلس.
نتقدم بجزيل الشكر للنادي الأهلي طرابلس على هذه المبادرة الطيبة التي تجسد الروح الرياضية العالية والتنافس الشريف، فنحن إخوة تجمعنا علاقات طيبة وطيدة تدوم طويلًا.
ونؤكد على ضرورة الإسراع في اتخاذ القرار المناسب من قبل المكتب التنفيذي لاتحاد الكرة بشأن تحديد موعد إقامة المباراة.
