الأهلي بطلاً لكأس السوبر السعودي بركلات الترجيح المثيره على حساب النصر

المؤلف: إسلام أحمد08.26.2025
الأهلي بطلاً لكأس السوبر السعودي بركلات الترجيح المثيره على حساب النصر

في مواجهة ملحمية احتضنتها أرض هونج كونج، تمكن أهلي جدة من اقتناص لقب كأس السوبر السعودي، وذلك إثر تغلبه على النصر في سلسلة ركلات ترجيحية مثيرة بنتيجة 5-3، بعد انتهاء الوقت الأصلي للقاء بالتعادل الإيجابي 2-2.

شهدت المباراة تألقًا لافتًا من النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو ومارسيلو بروزوفيتش اللذين أحرزا هدفي النصر، بينما ردّ كل من فرانك كيسي وروجر إيبانز بهدفيْن للأهلي، ليُشعلا مدرجات الملعب حماسًا وتفاعلًا.

جدير بالذكر أن مشاركة الأهلي في هذه البطولة لم تكن مُخططًا لها في البداية، إلا أن انسحاب الهلال، بطل آسيا، أتاح الفرصة أمام "الراقي" لإثبات جدارته.

ولم يضيّع الأهلي هذه الفرصة الثمينة، فبعد فوزه الكاسح على القادسية بنتيجة 5-1 في الدور نصف النهائي، استطاع أن يتوج باللقب للمرة الثانية في تاريخه، والأولى منذ عام 2016، ليُعيد الفرحة إلى قلوب جماهيره المتعطشة للألقاب.

بهذا الفوز، عاد أهلي جدة إلى منصات التتويج بالألقاب المحلية بعد غياب دام 9 سنوات، محققًا لقب كأس السوبر السعودي، وهو اللقب الذي حققه الفريق في عام 2016 تحت قيادة المدرب جوزيه جوميز وبمشاركة اللاعب محمد عبد الشافي، وجاء التتويج آنذاك أيضًا عبر ركلات الترجيح.

وعلى الجانب الآخر، أصبح النصر الفريق الأكثر خسارة للقب السوبر السعودي، وذلك برصيد 4 مرات، ليُضاف هذا الرقم إلى قائمة إخفاقاته في هذه البطولة.

وشهدت المباراة أيضًا تسجيل جورج جيسوس أول خسارة له في هذا اللقب، بعد أن كان قد توج به سابقًا 3 مرات مع الهلال، ليتوقف رصيده عند هذا الحد.

التشكيلة الأساسية للفريقين

اعتمد النصر في خط الهجوم على النجم المتألق كريستيانو رونالدو، وخلفه الثلاثي المكون من جواو فيليكس، وكينجسلي كومان، وويسلي، في محاولة لتشكيل قوة هجومية ضاربة.

في المقابل، بدأ الأهلي المباراة بتشكيلة هجومية تضم فراس البريكان وإيفان توني في المقدمة، وبجوارهما كل من جالينو ورياض محرز، سعيًا لفرض سيطرته على منطقة العمليات.

ملخص أحداث المباراة

انطلقت المباراة بحذر وترقب من كلا الفريقين، وشهدت تدخلات بدنية قوية واعتراضات متكررة على قرارات الحكم، مما أضفى جوًا من التوتر على أرض الملعب.

في الدقيقة 18، كاد البرازيلي ويسلي أن يفتتح التسجيل للنصر، إلا أن تسديدته من الجهة اليسرى لمنطقة الجزاء مرت بجوار القائم، لتضيع فرصة التقدم على فريقه.

وفي الدقيقة 39، احتسب الحكم ركلة جزاء لصالح النصر، وذلك بداعي وجود لمسة يد على أحد مدافعي الأهلي، ليشتعل حماس الجماهير في المدرجات.

وبعد مرور 3 دقائق، نفذ رونالدو ركلة الجزاء بنجاح، مسجلًا الهدف الأول للنصر، ومحققًا هدفه رقم 100 بقميص "العالمي"، ليُسطّر اسمه بأحرف من ذهب في سجلات النادي.

وبهذا الهدف، أصبح رونالدو أول لاعب في تاريخ كرة القدم يتمكن من تسجيل 100 هدف أو أكثر مع 4 فرق مختلفة، بالإضافة إلى منتخب بلاده، وهو إنجاز فريد من نوعه.

فقد تمكن النجم البرتغالي من تسجيل 100 هدف أو أكثر مع كل من مانشستر يونايتد، ويوفنتوس، وريال مدريد، والنصر، بالإضافة إلى منتخب بلاده، ليُثبت علو كعبه في عالم كرة القدم.

بعد الهدف، ضغط الأهلي بقوة سعيًا لتعديل النتيجة قبل نهاية الشوط الأول، وإدراك التعادل الذي يمنحه دفعة معنوية قبل الدخول إلى غرف الملابس.

وفي الدقيقة 45+2، ألغت تقنية الفيديو هدفًا سجله إيفان توني، ليُحرم الأهلي من فرصة التعادل في الوقت القاتل.

ولكن في الدقيقة 45+6، تمكن فرانك كيسي من خطف هدف التعادل بتسديدة أرضية زاحفة على يسار الحارس من على حدود منطقة الجزاء، ليُعيد الأمل إلى جماهير "الراقي".

بهذا الهدف، رفع كيسي رصيده إلى 3 أهداف، ليصبح هداف النسخة الحالية من البطولة، ويُثبت قيمته كلاعب مؤثر في صفوف فريقه.

كما أصبح الإيفواري ثالث أفضل هداف في تاريخ البطولة برصيد 3 أهداف، متساويًا مع كل من ألكسندر ميتروفيتش وسالم الدوسري، ليُسجل اسمه في قائمة عظماء البطولة.

انتهى الشوط الأول بالتعادل الإيجابي 1-1، في مباراة شهدت إثارة كبيرة في الدقائق الأخيرة، وتركت الباب مفتوحًا على مصراعيه أمام الشوط الثاني.

في الشوط الثاني، منع القائم الأيسر فرصة التقدم لفراس البريكان مهاجم الأهلي في الدقيقة 68، ليُحرم "الراقي" من فرصة التقدم في النتيجة.

وكما حدث في الشوط الأول، انتظرنا حتى الدقائق الأخيرة من عمر اللقاء لتشتعل الأمور مجددًا، وتتصاعد وتيرة الإثارة في المدرجات.

وفي الدقيقة 84، ضغط مارسيلو بروزوفيتش على فرانك كيسي على حدود منطقة الجزاء، وافتك الكرة، ثم أطلق تسديدة رائعة سكنت الشباك، لتصبح النتيجة 2-1 لصالح النصر، ويقترب "العالمي" من حسم اللقب.

وفي الوقت الذي ظن فيه البعض أن النصر على أعتاب حمل اللقب، خطف روجر إيبانيز هدف التعادل برأسية متقنة في الدقيقة 89، مستفيدًا من خروج خاطئ للحارس بينتو، ليُشعل المدرجات ويدفع المباراة نحو ركلات الترجيح.

أطلق الحكم صافرة النهاية، معلنًا وصول الفريقين إلى ركلات الترجيح لحسم هوية البطل، في مشهد يُثير الأعصاب ويُحبس الأنفاس.

ركلات الترجيح الحاسمة

بدأ أهلي جدة التنفيذ عن طريق إيفان توني، الذي سجل الركلة الأولى بنجاح، ورد عليه كريستيانو رونالدو بتسجيل ركلة التعادل في نفس الزاوية، ليُحافظ على آمال فريقه.

في الركلة الثانية، سجل كيسي بكل سهولة في منتصف المرمى، وعدّل بروزوفيتش النتيجة سريعًا، ليُبقي على التكافؤ بين الفريقين.

في الركلة الثالثة، دخل رياض محرز وسدد بطريقة رائعة في أعلى الزاوية اليسرى للحارس، ورد فيليكس بتسديدة أروع، ولكن تلك المرة في أعلى الزاوية اليمنى للحارس، ليُظهر اللاعبان مهاراتهما الفردية العالية.

وكاد بينتو أن يتصدى لتسديدة فراس البريكان، ولكن الكرة كانت قوية وسكنت الشباك، وتألق إدواردو ميندي في التصدي لركلة الخيبري، ليمنح الأهلي الأفضلية.

وانبرى البرازيلي جالينو للركلة الخامسة للأهلي وسددها بنجاح في الشباك، معلنًا تتويج الأهلي باللقب للمرة الثانية في تاريخه، وسط فرحة عارمة من اللاعبين والجماهير.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة