إيران تصعق ويلز بثنائية قاتلة في الوقت بدل الضائع!

المؤلف: زكي السعيد08.15.2025
إيران تصعق ويلز بثنائية قاتلة في الوقت بدل الضائع!

وسط أجواء حماسية في استاد أحمد بن علي، حقق المنتخب الإيراني انتصارًا ثمينًا على نظيره الويلزي بنتيجة 2-0، وذلك في إطار مباريات الجولة الثانية من المجموعة الثانية لبطولة كأس العالم 2022.

وقدّم المنتخب الإيراني أداءً مغايرًا تمامًا لما ظهر عليه في مباراته الأولى أمام إنجلترا، حيث أضاع العديد من الفرص السانحة للتسجيل، إلى أن تمكن البديل روزبه جشمي والظهير رامين رضائيان من تسجيل هدفين قاتلين في اللحظات الأخيرة من المباراة، ليمنحا إيران فوزًا مستحقًا.

وبهذا الفوز، رفع المنتخب الإيراني رصيده إلى 3 نقاط غالية، بينما تجمد رصيد المنتخب الويلزي عند نقطة واحدة فقط.

وتحتل إنجلترا صدارة المجموعة برصيد 3 نقاط، وتستعد لمواجهة الولايات المتحدة الأمريكية، التي تمتلك نقطة واحدة، في مباراة مرتقبة لتحديد ملامح المجموعة بعد انتهاء الجولة الثانية.

ويُعتبر هذا الفوز هو الأول من نوعه في تاريخ المنتخب الإيراني على منتخب أوروبي في منافسات كأس العالم، بعد سلسلة من 7 هزائم وتعادلين.

وعلاوة على ذلك، يُعد هذا الانتصار هو الثالث لإيران في تاريخ مشاركاتها في كأس العالم، بعد فوزها على الولايات المتحدة في نسخة عام 1998، وعلى المغرب في عام 2018.

وبهذا الإنجاز، أصبح كارلوس كيروش المدير الفني الأكثر تحقيقًا للانتصارات في تاريخ مشاركات إيران في كأس العالم، برصيد فوزين.

نجوم إيران في قلب المعركة

لقد أُقيمت هذه المباراة -والبطولة بأكملها- في خضم ضغوط رهيبة على لاعبي المنتخب الإيراني، مما جعل الفوز أمرًا صعب المنال.

تجدر الإشارة إلى أن لاعبي "الفُرس" قد امتنعوا عن ترديد السلام الوطني قبل مباراتهم الأولى أمام إنجلترا، وذلك تعبيرًا عن استنكارهم لممارسات النظام الإيراني، وتضامنًا مع ضحايا الاحتجاجات الشعبية التي اندلعت في البلاد على خلفية مقتل الشابة مهسا أميني، بعد تعرضها للاعتقال والضرب المبرح من قبل عناصر الشرطة.

وفي ظل هذه الظروف الصعبة، ازدادت الضغوط على اللاعبين بشكل مضاعف في الساعات والأيام القليلة الماضية، مما جعل تحقيق الفوز بمثابة المعجزة، بالنظر إلى التحديات الجسام التي يواجهها اللاعبون خارج المستطيل الأخضر.

ومع ذلك، أثبت 16 لاعبًا، بقيادة المدرب القدير كارلوس كيروش، أنهم أبطال حقيقيون، ونجحوا في تحقيق فوز تاريخي على كتيبة جاريث بيل، ليثبتوا للعالم أجمع أن الإصرار والعزيمة هما سر النجاح.

تعديلات واسعة النطاق

عقب الهزيمة الموجعة التي تلقاها المنتخب الإيراني أمام نظيره الإنجليزي، قام كارلوس كيروش، المدير الفني للمنتخب، بإجراء تغييرات جذرية على تشكيلته الأساسية، حيث قام بإجراء 5 تعديلات دفعة واحدة، من بينها 4 تعديلات فنية.

أما التعديل الاضطراري الوحيد، فكان استبعاد الحارس علي رضا بيرانواند عن حراسة المرمى، وذلك بسبب الإصابة القوية التي تعرض لها في الأنف خلال مباراة إنجلترا.

ورغم استقباله 6 أهداف في المباراة السابقة، إلا أن كيروش، الذي كان حارس مرمى في شبابه، واصل منح الثقة للحارس سيد حسين حسيني، وأصر على الإبقاء على أمير عابد زاده على مقاعد البدلاء.

كما قرر كيروش الدفع بنجمه المتألق سردار أزمون في التشكيلة الأساسية منذ البداية، بعد تعافيه التام من الإصابة التي ألمت به، وذلك على حساب علي رضا جهانبخش، نجم فينورد روتردام.

وقام كيروش بتغيير خطة اللعب بشكل كامل، حيث اعتمد على طريقة 4-3-3 الهجومية، بدلًا من طريقة 3-5-2 الدفاعية التي لعب بها أمام إنجلترا.

في المقابل، لم يجرِ روب بيدج، المدير الفني للمنتخب الويلزي، سوى تعديلًا واحدًا على تشكيلته الأساسية، حيث قرر إقحام المهاجم الصريح كيفر موور، بعد الأداء المميز الذي قدمه كبديل في مباراة الولايات المتحدة، مع الإبقاء على دانييل جيمس السريع على مقاعد البدلاء.

وشارك النجم المخضرم جاريث بيل في المباراة، ليكتب اسمه بأحرف من ذهب في تاريخ كرة القدم الويلزية، حيث خاض مباراته رقم 110، ليصبح اللاعب الأكثر تمثيلًا لمنتخب ويلز على مر العصور، متجاوزًا الرقم القياسي السابق المسجل باسم كريس جونتر، صاحب الـ 109 مباراة.

تماسك إيراني ملحوظ

بعد الصدمة التي تعرض لها في المباراة الأولى، أظهر المنتخب الإيراني تماسكًا ملحوظًا في أدائه أمام ويلز خلال الشوط الأول.

وبدأ المنتخب البريطاني المباراة بتسديدة مبكرة من الظهير نيكو ويليامز في الدقيقة الثالثة، إلا أن الكرة مرت فوق العارضة دون أن تشكل أي خطورة.

وشهدت الدقيقة 12 أخطر فرص الشوط الأول، عندما أرسل كونور روبيرتس عرضية متقنة، استقبلها موور بتسديدة قوية من لمسة واحدة، إلا أن الحارس حسين حسيني تصدى لها ببراعة.

وتمكن المنتخب الإيراني من هز الشباك في الدقيقة 15 عن طريق علي غولي زاده، بعد تمريرة رائعة من أزمون، إلا أن تقنية الفيديو (VAR) تدخلت لإلغاء الهدف بداعي التسلل الواضح.

وفي الدقيقة 28، تعرض أزمون لإصابة طفيفة، استدعت تدخل الجهاز الطبي، إلا أنه تمكن من إكمال المباراة.

وفي الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع للشوط الأول، حاول أزمون تهديد مرمى ويلز، إلا أن الكرة مرت من أمامه دون أن يتمكن من اللحاق بها.

واختتم المنتخب الإيراني الشوط الأول بفرصة هجومية أخرى، عندما سدد أحمد نور الله كرة قوية في الدقيقة الخامسة من الوقت بدل الضائع، إلا أن الحارس وين هينيسي أمسك بها بسهولة.

إيران تشن هجومًا كاسحًا

بعد التماسك الذي أظهره في الشوط الأول، قرر المنتخب الإيراني شن هجوم كاسح على مرمى ويلز في الشوط الثاني.

ففي الدقيقة 51، أهدر المنتخب الإيراني فرصة ذهبية لتسجيل هدف مؤكد، عندما انطلق أزمون بسرعة فائقة خلف الدفاع الويلزي، وانفرد بالمرمى، إلا أن تسديدته ارتطمت بالقائم الأيسر.

ولم تنتهِ الهجمة عند هذا الحد، بل ارتدت الكرة إلى غولي زاده، الذي سدد كرة خطيرة أخرى، ارتطمت بالقائم الأيمن، ثم عادت إلى أزمون، الذي سددها برأسه، إلا أن الحارس هينيسي تمكن من الإمساك بالكرة بطريقة غريبة.

وبعد هذه الفرصة الضائعة، قام بيدج، مدرب ويلز، بإجراء تغييرين فوريين، حيث أشرك الثنائي دانييل جيمس وبرينان جونسون، بدلًا من هاري ويلسون وروبيرتس في الدقيقة 58.

أما التغيير الأول لكيروش، فكان اضطراريًا أيضًا، حيث لم يتمكن أزمون من إكمال المباراة بسبب الإصابة، ليحل محله كريم أنصاري فرد في الدقيقة 68.

وواصل المنتخب الإيراني هجماته المتتالية، حيث سدد سعيد عزة الله كرة قوية في الدقيقة 73، إلا أن الحارس هينيسي واصل التألق، وأبعد الكرة إلى ركلة ركنية.

وفي الدقيقة 78، قام كيروش بإجراء ثلاثة تغييرات دفعة واحدة، حيث أشرك جهانبخش ومهدي ترابي وروزبه جشمي، بدلًا من حاج صافي وأحمد نور الله وغولي زاده.

وفي المقابل، أشرك مدرب ويلز المخضرم جو آلين في وسط الملعب، على حساب إيثان أمبادو.

وتعرض المنتخب الإيراني لإصابة جديدة، حيث غادر سعيد عزة الله الملعب، ليحل محله علي كريمي في الدقيقة 82.

وفي الدقيقة 84، ظهر المنتخب الويلزي أخيرًا في المباراة، عندما سدد بن ديفيز كرة صاروخية، إلا أن الحارس حسين حسيني تصدى لها ببراعة، وأبعدها إلى ركلة ركنية.

إثارة منقطعة النظير

في الدقيقة 85، وصلت الأحداث إلى ذروتها، عندما انطلق طارمي في مساحة خالية، ليقابله الحارس هينيسي باصطدام عنيف، ليحصل المهاجم الإيراني على مخالفة، ويشهر الحكم ماريو إسكوبار بطاقة صفراء في وجه حارس مرمى نوتنجهام فورست.

واحتج لاعبو المنتخب الإيراني بشدة، مطالبين ببطاقة حمراء مباشرة، وهو ما دفع الحكم إلى العودة إلى تقنية الفيديو، ليقرر إلغاء البطاقة الصفراء، واستبدالها ببطاقة حمراء.

وبهذا القرار، أصبح هينيسي أول لاعب يحصل على بطاقة حمراء في مونديال 2022، وأول حارس مرمى يغادر مباراة مطرودًا منذ إتوميلينج كوني، حارس مرمى جنوب إفريقيا في كأس العالم 2010، والرابع عمومًا بعد جيانلوكا باليوكا في عام 1994 وروشتو ريتشبر في عام 2002.

وبعد طرد الحارس هينيسي، اضطر بيدج إلى سحب نجمه آرون رامسي، وإشراك الحارس الاحتياطي داني وارد، في التغيير الأخير للمنتخب الويلزي.

ولم تتوقف هجمات المنتخب الإيراني، حيث سدد البديل ترابي كرة صاروخية في الدقيقة 89، مرت فوق العارضة.

وفي الدقيقة الخامسة من الوقت بدل الضائع، تحصّل جهانبخش على بطاقة صفراء، ستغيبه عن المباراة المقبلة أمام الولايات المتحدة، وقد بدا اللاعب متأثرًا بهذا القرار.

جنون الفرحة

أخيرًا وبعد محاولات مضنية، تمكن المنتخب الإيراني من تسجيل هدفه الأول والقاتل، عن طريق المدافع البديل روزبه جشمي، بتسديدة رائعة في الدقيقة الثامنة من الوقت المحتسب بدلًا من الضائع.

ويُعتبر هذا الهدف هو الأكثر تأخرًا لأي منتخب في تاريخ كأس العالم، بينما التعادل مسيطرًا على اللقاء.

ولم يكتف المنتخب الإيراني بهدف واحد، بل شن مرتدة سريعة أخرى في الدقيقة 11 من الوقت بدل الضائع، وسجل الهدف الثاني عن طريق رامين رضائيان، بإنهاء جميل للهجمة.

إيران تعود بقوة.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة